الحساسية عند الأطفال و أسباب الحساسية عند الأطفال
الحساسية عند الأطفال
تعرف الحساسية عند الأطفال بالإنجليزية Allergies in children على أنها ردة فعل مناعية تنتج بسبب استجابة الجهاز المناعي لدى الأطفال لمواد تسمى مسببات الحساسية بالإنجليزية Allergens والتي تكون غير ضارة لمعظم الأشخاص وبالرغم من أن الجهاز المناعي هو المسؤول عن حماية الجسم من المواد الضارة والمعدية كالفيروسات والبكتيريا ولكن في الأشخاص المصابين بالحساسية فإنه يتعامل مع مسببات الحساسية على أنها عوامل غازية للجسم ويبدي ردة فعل مفرطة استجابة لذلك مما يؤدي إلى ظهور أعراض تتراوح بين انزعاج خفيف إلى ضيق شديد ويمكن أن يكون لحساسية الأطفال تأثيرات عديدة عليهم فقد تؤثر في صحتهم الجسدية والعاطفية ومن شأن ذلك التأثير في سلوكياتهم وأنشطتهم اليومية كالنوم واللعب لأجل ذلك ينصح بإجراء التشخيص والتدخل الطبي المبكر لتقليل آثار الحساسية السلبية في الطفل وتحسين جودة حياته ومن الجدير بالذكر بأن أمراض الحساسية تصيب نسبة لا بأس بها من الأطفال فبحسب دراسة ذكرتها مجلة طب الأطفال وصحة الطفل بالإنجليزية Paediatrics and Child Health في عام 2001م أن أمراض الحساسية تؤثر فيما نسبته 30 35 من جميع الأطفال وتزداد نسبة الإصابة بها في السنوات الأخيرة
أسباب الحساسية عند الأطفال
يهاجم الجهاز المناعي المواد الضارة عادة ولكن في بعض الأحيان يقوم بمهاجمة مواد غير ضارة كالغبار وحبوب اللقاح والعفن وهذا يحدث لدى الأطفال المصابين بالحساسية حيث تعتقد أجسامهم بأن المواد المسببة للحساسية مواد ضارة فيقوم الجهاز المناعي بمهاجمتها عن طريق إفراز أنواع معينة من الأجسام المضادة تعرف بالجلوبيولين المناعي ه بالإنجليزية Immunoglobulin E واختصارا IgE والذي يرتبط بالخلايا الصارية بالإنجليزية Mast Cells ومن ثم يلتصق مسبب الحساسية بالأجسام المضادة وهذا بحد ذاته يحفز الخلايا الصارية لإطلاق مجموعة من المواد الكيميائية ومن بينها الهيستامين بالإنجليزية Histamine فيتسبب ذلك بردود فعل تحسسية وفي حال تواجدت المهيجات في الهواء ودخلت الأنف والجيوب الأنفية فحينها قد تسبب حساسية الأنف وإذا وصلت الممرات التنفسية أو الحلق أو الرئتين فقد تسبب سعال وأزيز وأعراض الربو المختلفة كما ويمكن أن تدخل المواد المسببة للحساسية عن طريق الاحتكاك الجسدي المباشر معها وذلك عن طريق الجلد أو قد تدخل عن طريق تناول مواد غذائية في حالات الحساسية الغذائية وفي بعض الأحيان قد يصاب الجسم بأكمله بردة فعل تحسسية ويمكن أن تكون شديدة وقد يعاني بعض الأطفال من الحساسية بأوقات معينة من العام أو قد تستمر طوال العام وسيتم ذكر مسببات الحساسية الشائعة فيما يأتي
- الحساسية الموسمية المنقولة جوا بالإنجليزية Seasonal Airborne Allergens وهي حساسية موسمية أي تحدث خلال أوقات معينة من السنة وتنتج عند انتشار مسببات الحساسية التي يتنفسها الطفل كجزيئات الحشائش والأعشاب وحبوب اللقاح التي تطلقها الأشجار والأعشاب بهدف تخصيب النباتات الأخرى والتي تعد السبب الرئيسي لهذا النوع من الحساسية وغالبا ما تسمى الحساسية الناتجة عن حبوب اللقاح بحمى القش بالإنجليزية Hay Fever أو الحمى الوردية بالإنجليزية Rose Fever
- الحساسية البيئية المنقولة جوا بالإنجليزية Environmental airborne allergy وقد يستمر هذا النوع من الحساسية طوال العام وينتج عن استنشاق مسببات حساسية لا ترتبط بموسم معين وقد تكون موجودة طيلة العام ومن هذه المسببات
- وبر الحيوانات الأليفة ولعابها إذ ينتقل لعابها إلى وبرها أو ريشها عندما تلعق الحيوانات نفسها وعند جفاف اللعاب فإنه يصبح على هيئة جزيئات بروتينية محمولة في الهواء قد تستقر لاحقا على الأثاث وأقمشة المنزل وتنتقل إلى الأطفال
- عث الغبار بالإنجليزية Dust Mites وهي حشرات مجهرية تتغذى على الجلد الميت الذي يتساقط يوميا من جسم الإنسان وهي أحد المكونات الرئيسية لغبار المنزل وتعيش في الفراش والأثاث والسجاد
- العفن ويمثل فطريات تتواجد في البيئات الرطبة والدافئة فيمكن أن تتواجد خارج المنزل أو داخله فمن الممكن أن يتواجد العفن في الهواء الطلق بين أوراق الشجر المتعفنة أو بين أكوام السماد ومن الممكن أن تتواجد في المنازل تحديدا في البيئات المغلقة والمظلمة ذات التهوية الرديئة كالحمامات ومن الجدير ذكره أن العفن يميل لأن يكون موسميا إلا أن البعض منه يمكن أن ينمو في جميع أوقات السنة وخاصة التي توجد داخل المنازل والأبنية
- الحساسية التلامسية بالإنجليزية Contact Allergies والتي تصيب بعض الأطفال وعادة ما تؤثر في المنطقة التي لامست مسبب الحساسية فقط وتتمثل بإظهارهم ردود فعل تحسسية تجاه بعض المواد الموجودة في الحفاظات ومناديل الأطفال والملابس التي تحتوي على أصباغ وواقيات الشمس ويتضمن هذا النوع حساسية اللاتكس بالإنجليزية Latex Allergies والتي تنتج بسبب التلامس مع المواد الموجودة في القفازات الطبية ومن الجدير بالذكر أن حساسية اللاتكس يمكن أن تكون خطيرة جدا
- الحساسية الناتجة عن لدغة الحشرات بالإنجليزية Insect Sting Allergies كالحساسية التي تنتج عن لدغات النحل أو الدبابير أو النمل الناري وحشرات عديدة أخرى وفي بعض الأحيان قد تكون حساسية الحشرات خطيرة للغاية
- الحساسية الغذائية بالإنجليزية Food allergies وتسمى حساسية الطعام وتتمثل بظهور أعراض تتراوح ما بين غير المريحة إلى المهددة للحياة وبالرغم من أن بعض أعراض حساسية الطعام مشابهة لأعراض حالة عدم تحمل الطعام بالإنجليزية Food intolerance إلا أن الأخيرة لا تؤثر في استجابة الجهاز المناعي على عكس حساسية الطعام وفي هذا السياق يشارإلى أن الحليب والبيض والقمح وفول الصويا والمكسرات والفول السوداني من أكثر مسببات حساسية الطعام شيوعا لدى الأطفال ومن الجدير ذكره أن المحار والمكسرات والفول السوداني فهي المسببات الأكثر شدة لحساسية الطعام وغالبا ما تظهر الحساسية الغذائية لدى الأطفال الصغار والرضع بسبب الحليب وفول الصويا وقد يعاني بعض الأطفال من الحساسية تجاه المواد المضافة على الأطعمة ومن الجدير بالذكر أن حساسية الطعام لدى لأطفال قد تنتج عن تناولهم الأطعمة المسببة لذلك وفي بعض الأحيان قد تنتج بمجرد لمسها أو استنشاقها وتندرج تحت هذا النوع من الحساسية التحسس الذي ينتج عن تناول بعض أنواع الأدوية كالمضادات الحيوية التي تعد أكثر الأدوية المسببة للحساسية شيوعا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية لصرفها
يجب التنويه إلى أن الحساسية يمكن أن تؤثر في أي شخص بغض النظر عن العمر والجنس والوضع الاقتصادي والعرق والحالة الإجتماعية إلا أنها أكثر شيوعا لدى الأطفال وبخاصة حساسية الطعام أو حساسية الجهاز الهضمي والحساسية الجلدية والحساسية التنفسية وذلك بحسب ما نشرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالإنجليزية Centers for Disease Control and Prevention عام 2013م وبشكل عام قد تتطور الحساسية بشكل تدريجي مع مرور الوقت وقد تحدث لفترة زمنية وتختفي بعد ذلك لتعاود الظهور مرة أخرى فيما بعد وتميل الحساسية لأن تكون وراثية في بعض العائلات ولكن السبب الدقيق غير مفهوم لغاية الآن ويعنى بالوراثية انتقالها من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات وليس من الضروري أن تنتقل الحساسية من الأبوين لجميع أطفالهم بشكل مؤكد كما أنه من الممكن أن يصاب الأطفال بالحساسية بالرغم من عدم امتلاكهم أقرباء مصابين بها وفيما يتعلق بالأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه مادة ما فتكون احتمالية إصابتهم بالحساسية تجاه مواد أخرى أكبر مقارنة بالأصحاء
أعراض الحساسية عند الأطفال
تظهر أعراض الحساسية بشكل فوري في غضون بضع دقائق أو ما يصل إلى ساعة أو ساعتين بعد التعرض لمسبب الحساسية كملامسة الطفل للمادة التي يعاني من تحسس تجاهها أو تناولها أو قد تظهر أعراض الحساسية بشكل تدريجي على مدى عدة ساعات إلا أنه وفي أحيان أخرى قد تحدث ردود الفعل التحسسية بشكل متأخر أي قد يتعرض الطفل لمسبب التحسس فتظهر الأعراض بعد عدة ساعات أو أيام ومن الجدير ذكره أن ردود الفعل التحسسية تتطور بصورة أساسية في الجلد وبطانة المعدة والأنف والرئتين والحلق والجيوب الأنفية والعينين نظرا لكون هذه الأجزاء تشكل أماكن تواجد الخلايا المناعية المسؤولة عن محاربة الأجسام الغريبة التي يتم التعرض لها وتختلف شدة الأعراض من طفل لآخر ومن مسبب للحساسية لآخر كما وتؤثر بيئة المكان الذي يعيش به الطفل في شدة ونوع الحساسية التي تصيبه
ردود الفعل التحسسية الخفيفة أو المعتدلة
عندما يعاني الطفل من ردود فعل تحسسية ذات شدة خفيفة أو معتدلة قد تظهر عليه واحدة أو أكثر من الأعراض التالية
- طفح جلدي أو شرى بالإنجليزية Hives أو كدمات
- انتفاخ الوجه أو العينين أو الشفتين
- الشعور بحكة ووخز في الفم
- علامات الإكزيما بالإنجليزية Eczema وذلك بظهور بقع جافة حمراء ومتقشرة
- حمى القش وما ينتج عنها من أعراض كسيلان الأنف واحتقانه والعطاس وسيلان الدموع وحكة واحمرار في العين ومشاكل الأذن المزمنة
- أعراض الربو بالإنجليزية Asthma وما يرافقه من ضيق في التنفس وسعال وأزيز
- ألم في المعدة أو إسهال أو تقيؤ ويجب التنويه إلى أنه في حال ظهرت هذه العلامات بعد إصابة الطفل بلدغة حشرة ما فهذا يدل على أنه يعاني من رد فعل تحسسي شديد
ردود الفعل التحسسية الشديدة والمفرطة
قد تكون بعض ردود الفعل التحسسية شديدة ومفرطة بما يهدد الحياة ويستلزم إجراء تدخل طبي طارئ وغالبا ما ينتج عنها واحدا أو أكثر من الأعراض التالية
- صعوبة التنفس أو التنفس المزعج
- إحساس بالدوخة المستمرة أو الإغماء
- سعال مستمر أو أزيز
- انتفاخ وضيق في اللسان والحنجرة
- بحة الصوت
- صعوبة في الكلام
- شحوب وارتخاء عند الأطفال الصغار
- إسهال وألم في المعدة وقيء بعد التعرض للدغة حشرة
تشخيص الحساسية عند الأطفال
يقوم الطبيب المعالج بالاستفسار عن العلامات والأعراض التي يشكو منها الطفل وما إن كان قد تعرض لأي من المواد المسببة للحساسية وعما إذا كان يعاني من أي حساسية ويتم ذلك كأولى الخطوات التشخيصية للكشف عن إصابة الطفل بالحساسية ومن ثم سيكشف على أنف الطفل وحلقه وأذنيه للبحث عن أي علامات محتملة وقد يطلب بعض الفحوصات في حال كان الطفل يعاني من الحساسية المفرطة وخاصة إذا تعرض لمحفز ثم مارس الرياضة والتي تسمى فرط الحساسية الناتج عن ممارسة الرياضة بالإنجليزية Exercise Induced Anaphylaxis ففي حال أظهرت الفحوصات أن الطفل يعاني من الحساسية يجب أن يرافق نتائج الفحوصات أعراض للتحسس بما يمكن من تأكيد تشخيص إصابته بهذه الحالة فعلى سبيل المثال في حال أظهرت نتائج الطفل أنه مصاب بحساسية عث الغبار وعند ممارسته اللعب على الأرض أصيب بالعطاس فحينها يشخص بأنه يعاني من حساسية عث الغبار وهكذا وبناء على ما سبق يمكن القول بأن تشخيص الحساسية يعتمد على أخذ التاريخ الطبي وإجراء الفحص الجسدي إضافة إلى مجموعة من الفحوصات الأخرى والتي نذكر منها ما يأتي
- فحوصات الدم يتم إجراء تحاليل الدم للكشف عن مستويات الأجسام المضادة من نوع الجلوبيولين المناعي ه الخاصة بأنواع معينة من مسببات الحساسية وأهم هذه الفحوصات وأكثرها شيوعا اختبار المقايسة المناعية الشعاعية بالإنجليزية Radioallergosorbent test
- اختبار الجلد وهو فحص سريع يستغرق ما يقرب 15 دقيقة ويعد أكثر دقة من تحاليل الدم المستخدمة لذات الغرض حيث يعتمد الفحص على قياس مستويات الجلوبيولين المناعي ه الناتجة عن ردود الفعل التحسسية تجاه أنواع محددة من مسببات الحساسية ويتم إجراء الفحص عن طريق استخدام محلول من مسببات الحساسية المحددة والمخففة ومن ثم يقوم الأخصائي بوخز سطح الجلد بهذه المحاليل ومراقبة ما ينتج عن ذلك ومن الجدير ذكره أن نتيجة هذا الفحص لا تعد حتمية بمعنى أن حدوث رد فعل لا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني من الحساسية
- اختبار التحدي بالإنجليزية Challenge test وفيه يتم إعطاء كمية ضئيلة جدا من مسبب الحساسية عن طريق الفم أو بواسطة استنشاقها ومراقبة ردود الفعل التحسسية التي قد تحدث ويجب أن يشرف على هذا الفحص أخصائي الحساسية
علاج الحساسية عند الأطفال
يتم تحديد العلاج المناسب للطفل المصاب بالحساسية بناء على عدة عوامل منها عمر الطفل و سيرته الطبية وشدة المرض والصحة العامة للطفل وقدرته على تحمل أدوية وإجراءات علاجية معينة وتوقعات سير المرض والتفضيلات الشخصية ولعل أكثر الطرق العلاجية فعالية تتمثل بالابتعاد عن مسببات الحساسية وتجنبها والعلاجات المناعية والعلاجات الدوائية
تجنب مسببات الحساسية
ينصح بتجنب مسببات الحساسية والابتعاد عنها قدر الإمكان وفيما يأتي أهم النصائح التي تساعد على ذلك
- البقاء في المنزل خلال مواسم انتشار حبوب اللقاح وفي الأيام العاصفة
- استخدام التكييف بدلا من فتح النوافذ للتبريد
- التخلص من الغبار في المنزل وخاصة في أماكن تواجد الطفل كغرفة نومه
- تطبيق مزيلات الرطوبة في الأماكن التي يوجد بها رطوبة مع الحرص على تنظيفها باستمرار
- الاستحمام وتغيير الملابس بعد الانتهاء من اللعب في الخارج خاصة في فترات ارتفاع أعداد حبوب اللقاح
العلاج المناعي
يستخدم العلاج المناعي أو كما يسمى جرعات الحساسية بالإنجليزية Allergy Shots أو تخفيف التحسس بالإنجليزية Hyposensitization للأطفال المصابين بالربو وحمى القش ويلجأ لهذا الخيار في حال لم تفلح الأدوية والابتعاد عن مسببات الحساسية في السيطرة على الحالة لدى الطفل وفي العلاج المناعي يتم إعطاء الطفل جرعات صغيرة جدا من مسببات الحساسية على شكل خليط يحوي حبوب اللقاح المختلفة ووبر الحيوانات وعث الغبار والعفن ويسمى هذا الخليط بمستخلص الحساسية بالإنجليزية Allergy Extract ولا يحتوي الخليط على أي نوع من الأدوية ويكون على شكل حقن تعطى غالبا تحت الجلد في الأنسجة الدهنية للجزء الخلفي من الذراع ولا تسبب ألما كما هو الحال في الحقن العضلية أو على شكل قطرات أو أقراص تحت اللسان متاحة لأنواع محددة من الحساسية فقط ويستمر العلاج المناعي لمدة سنوات يتم خلالها زيادة الجرعة ببطء وقد تبدأ أسبوعيا ثم يتم إعطائها كل أسبوعين وأخيرا مرة واحدة كل شهر وذلك بهدف تعويد الجسم على مسببات الحساسية وبناء مناعة ضدها وبالتالي لا يتفاعل معها بشدة عند التعرض لها وقد لا تعالج هذه الطريقة الحساسية بشكل نهائي إلا أنها تخفف شدتها وبالتالي تقل حاجة الشخص للأدوية ولكن قد يستغرق الأمر من 12 18 شهر قبل ملاحظة حدوث انخفاض ملموس في أعراض الحساسية إلا أن لدى بعض الأطفال قد يلاحظ انخفاض الأعراض في غضون 6 8 أشهر ويكون إيقاف العلاج متاحا للأطفال بعد 5 سنوات وستستمر الفائدة المتحققة من استخدامها أي قد يحتاج هذا العلاج لبعض الوقت لتحقيق المفعول المرجو لأجل ذلك سيحتاج الطفل للاستمرار في تناول أدوية الحساسية الموصوفة من قبل الطبيب المختص مع الاستمرار في تجنب مسببات الحساسية أيضا وقد يظهر للعلاج المناعي بعض الآثار الجانبية التي قد تكون موضعية كالانتفاخ والاحمرار موضع الحقن والتي في حال استمرارها يتم التعديل على الجرعات أو الجدول الزمني لها وقد تكون الآثار جهازية بحيث تؤثر في الجسم بأكمله فتسبب احتقان الأنف والانتفاخ وانخفاض ضغط الدم والعطاس والشرى وقد تكون خطيرة ومهددة للحياة في حال لم تعطى وفقا لتوصيات الطبيب وإرشاداته
العلاجات الدوائية
ينصح بعدم إعطاء بعض العلاجات الدوائية للأطفال الصغار والرضع دون وصفة طبية وذلك حسبما نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالإنجليزية The American Academy of Pediatrics لأجل ذلك يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أي نوع من الأدوية وفيما يأتي ذكر لبعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الحساسية
- مضادات الهستامين بالإنجليزية Antihistamines كما تمت الإشارة سابقا فإن الجسم ينتج أثناء الحساسية مادة تسمى الهيستامين ولأجل ذلك يتم وصف أدوية تحتوي على مضادات الهستامين بهدف تقليل أو منع أعراض التهاب الأنف التحسسي وتقليل الحكة المصاحبة للإكزيما وحمى القش والسيطرة على أعراض الحساسية الأخرى وقد يقوم الطبيب بالتوصية بأخذها بانتظام أو فقط عند الحاجة وتأتي مضادات الهستامين على شكل أقراص أو كبسولات أو شراب أو حقن أو على شكل بخاخات ورذاذ في الأنف تعمل بشكل موضعي لتخفيف الأعراض إلا أن بعض الأطفال قد يخجلون من استخدام رذاذ الأنف ويفضلون الأشكال الدوائية التي تؤخذ عن طريق الفم ومن الجدير ذكره أن مضادات الهستامين متاحة في الصيدليات دون وصفة طبية أو بوصفة طبية مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب والأخذ بتوصياته بشأن استخدامها والأنواع الأنسب منها للطفل ومن الجدير بالذكر أن التركيبات الدوائية الجديدة لمضادات الهيستامين تسبب نعاسا أقل مقارنة بتلك القديمة
- مزيلات الاحتقان بالإنجليزية Decongestants وتستخدم لعلاج أعراض نزلات البرد والحساسية وتقليل احتقان الأنف فهي تعمل على تضييق الأوعية الدموية وبالتالي إزالة الاحتقان وتتوافر بعدة أشكال صيدلانية وأكثرها شيوعا تأتي على شكل بخاخات أنفية أو قطرات للأنف أو أقراص أو سوائل وتتوفر بوصفة أو من دون وصفة طبية ولكن لا ينصح بمزيلات الاحتقان الفموية للأطفال بناء على توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ولا ينصح بها بجميع أشكالها الصيدلانية للأطفال ممن تقل أعمارهم عن 4 سنوات إذ قد تسبب هذه الأدوية للأطفال مشاكل في النوم وقلق وفرط في النشاط وازدياد في سرعة دقات القلب كما يوصى بعدم استخدام قطرات الأنف والرذاذ لفترات طويلة حيث يمكن أن يسبب تأثيرا انتكاسيا بالإنجليزية Rebound Effect أي أن الاستخدام المستمر لمزيل الاحتقان قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض بسبب اعتماد الجسم على الدواء
- علاجات أخرى للحساسية قد يحتاج الطفل علاجات دوائية مختلفة اعتمادا على نوع التحسس المصاب به مثل مراهم الكورتيكوستيرويد بالإنجليزية Corticosteroid Ointments في حال إصابته بالأكزيما وأجهزة الاستنشاق في حال إصابته بالربو وبخاخات الأنف التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد بالإنجليزية Nasal corticosteroid sprays في حال إصابته بحمى القش كما أنه وفي بعض الأحيان يوصى باستخدام كرومولين الصوديوم بالإنجليزية Cromolyn Sodium المتاح بدون وصفة طبية كرذاذ أنفي لمنع أعراض الحساسية الأنفية وقد يوصف بشكل يومي بهدف الحد من المشاكل المزمنة أو قد يقتصر استخدامه على فترة قصيرة من الزمن وتكاد آثاره الجانبية تكون محدودة إلا أن فعاليته ليست عالية ويتطلب تكرار استخدامه بشكل مستمر وقد يصعب على البعض استخدامه بشكل منتظم وثابت
علاج الحساسية المفرطة
عند إصابة الطفل بالحساسية المفرطة بالإنجليزية Anaphylaxis لأول مرة يجب أن يتم إحالة المريض لطبيب الحساسية لإجراء تشخيص كامل للحالة ووصف العلاج الملائم للحالات الطارئة فالحساسية المفرطة حالة طبية طارئة تستدعي الاتصال بالطوارئ على الفور ويتم وصف الإيبنفرين الجاهزة للحقن بالإنجليزية Epinephrine Auto Injector لاستخدامها في الحالات الطارئة وحقنها بشكل فوري عند تطور أعراض هذه الحالة لدى من هم معرضين للإصابة بها ويمكن إعطاؤه جرعة أخرى بعد مضي خمس دقائق من الجرعة الأولى إذا لم تتحسن الأعراض مع ضرورة الاتصال برقم الطوارئ أو اصطحاب الطفل لأقرب مستشفى ونظرا لأن الأعراض قد تختفي ثم تعود بعد عدة ساعات وحتى في حال أخذ العلاج المناسب فقد يتم إبقاء الطفل تحت المراقبة الطبية في المستشفى لفترة من الزمن وهناك بعد النصائح التي يجب اتباعها عند تطور أعراض الحساسية المفرطة ومنها ما يأتي
- التعامل بهدوء وتروي
- المحافظة على وضعية الطفل وجعله مستلقي
- القيام بفحص مجرى التنفس فإذا واجه الطفل صعوبة في الكلام أو التنفس أو أصبح صوته مبحوحا أو تنفس بصوت عال فهذه دلائل على أن حلق الطفل قد انتفخ
- تجنب إعطاء الأدوية عن طريق الفم في حال معاناة الطفل من صعوبة التنفس
- الاهتمام بتعلم كيفية استخدام الحاقن التلقائي من قبل الأهل والطفل ومن يتعامل مع الطفل ووقت استخدامه وذلك بما يمكن من التعامل مع الحالة عند الحاجة لذلك
- القيام بوضع الحاقن التلقائي للأدرينالين في مكان مناسب يسهل الوصول إليه
- الاهتمام بوضع أسوارة طبية بيد الطفل لإعلام الآخرين بإصابته بالحساسية











